منذ العام 2007، الذي فرض
الاحتلال فيه حصارا
مشددا على قطاع
غزة، من كافة أرجائه، تحركت فعاليات شعبية من مختلف دول لعالم،
لتسيير قوافل لكسر الحصار، برا وبحرا، تحمل معها الأدوية والمواد الغذائية،
والمعدات الطبية اللازمة للقطاع، كخطوة أولى نحو إنهاء الحصار بالكامل.
وجوبهت
قوافل كسر الحصار البحرية والبرية،
بالقوة من قبل الاحتلال، وصلت إلى حد قتل المتضامنين، كما حصل في سفينة مافي مرمرة
التركية، والتي استشهد 10 من المشاركين فيها، في المياه الدولية قبل الوصول إلى
قطاع غزة.
وعلى ضوء قرصنة الاحتلال، لسفينة مادلين
الأخيرة قبل يومين، واحتجاز المشاركين فيها، ومنعها من الوصول إلى القطاع، نستعرض
المحاولات التي جرت على مدار الأعوام الماضية، لكسر الحصار عن قطاع غزة:
أولى خطوات كسر الحصار
عن قطاع غزة، 23 آب/أغسطس 2008، حين على شاطئ بحر غزة سفينتا "الحرية"
و"غزة الحرة"، قادمتين من مرفأ "لارنكا" القبرصي بعد رحلة
طويلة شاقة واستعدادات استمرت لأكثر من عامين.
وشارك نحو 40 متضامنا
من القادمين من 17 دولة أوروبية، في تدشين أولى قوافل التضامن البحرية الحاملة على
متنها الغذاء والدواء.
في 29 تشرين أول/أكتوبر، وصلت سفينة
"الأمل" إلى القطاع وعلى متنها 27 ناشطا عربيا وتركيا وأوروبيا.
وتمكنت سفينة
"الكرامة" يوم 8 تشرين ثاني/نوفمبر 2008 التي أرسلتها حركة "غزة
الحرة" من الوصول إلى شواطئ القطاع قادمة من ميناء "لارنكا"
القبرصي، وعلى متنها 22 شخصية برلمانية أوروبية وصحفيون ومتضامنون أجانب.
كما نجحت سفينة ديغنيتي، التي نظمت رحلتها حركة "غزة الحرة بدخول
شاطئ غزة يوم 9 كانون أول/ديسمبر 2008، وعلى متنها 12 شخصا بينهم أساتذة
بريطانيون، وجراح بريطاني، وناشطون حقوقيون وصحفيون.
ونجحت سفينة "الكرامة" القطرية، والتي
تعرضت لاعتداء، من قبل بحرية الاحتلال، عبر صدمها بقطعة بحرية، وإحداث أضرار فيها،
من الرسو في ميناء غزة يوم 20 كانون أول/ديسمبر 2008، والتي تحمل شخصيات تمثل
جمعيات خيرية قطرية وعددا من المتضامنين الأجانب والصحفيين، وطنا من الأدوية
والمستلزمات الطبية.
وأمام العدد الضئيل من
السفن التي نجحت في الوصول إلى شواطئ غزة وكسر الحصار، وسط مضايقات الاحتلال،
ومحاولاته منعها، حظر الاحتلال بالكامل وصول سفن أخرى حاولت كسر الحصار.
ففي كانون أول/ديسمبر 2008، حظر الاحتلال،
وصول سفينة المروة الليبية، والتي كانت تحمل 3 آلاف طن من المساعدات الطبية
والغذائية، إلى قطاع غزة، وكان أولى السفن العربية التي حاولت كسر الحصار.
وفي خطوة من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام
1948، لكسر الحصار، منع الاحتلال تحرك سفينة "العيد"، من ميناء يافا، في
كانون أول/ديسمبر 2008، وقام بإغلاق الميناء ومصادرة كافة حمولتها من المستلزمات
الطبية والأغذية وألعاب الأطفال بمناسبة العيد.
وفي 14 كانون ثاني/يناير 2009، منع الاحتلال
سفنية "الكرامة" من الوصول إلى شاطئ قطاع غزة، والتي كانت تحمل مساعدات
طبية هامة للقطاع، خاصة بعد انتهاء عدوان عام 2009.
وتحركت في 2 شباط/فبراير، سفينة لبنانية،
حملت اسم الأخوة، لكسر الحصار عن قطاع غزة، والمحملة بمواد إغاثية من الشعب
اللبناني إلى سكان القطاع، لكن بحرية الاحتلال اعترضتها وقامت بالهجوم عليها
والاعتداء على ركابها بالضرب، ومن ثم اعتقالهم والاستيلاء على السفينة في ميناء
أسدود.
وكان على متن السفينة 8 مواطنين لبنانيين،
قام الاحتلال باعتقالهم لمدة 5 أيام قبل الإفراج عنهم وترحيلهم.
وبعد اعتقال دام خمسة
أيام أطلقت إسرائيل سراح اللبنانيين الثمانية الذين كانوا على متن السفينة.
سفينة "روح
الإنسانية" التي كانت تحمل مساعدات إنسانية، واعترضتها زوارق حربية إسرائيلية
يوم 30 حزيران/يونيو 2009 وهي في طريقها من قبرص إلى غزة، وأقلت السفينة
آنذاك 20 ناشطا سياسيا وحقوقيا عربا وغربيين تابعين لحركة "غزة الحرة".
وفي 16 أيار/مايو 2011 منعت قوات الاحتلال، سفينة "روح راشيل كوري"
الماليزية، من الدخول إلى قطاع غزة يوم 16 مايو/أيار 2011.
وبلغت ذورة وحشية
الاحتلال، في التعامل مع قوافل كسر الحصار البحرية، في الهجوم على سفينة مافي
مرمرة في 30 أيار/مايو 2010، والذي أسفر عن استشهاد 10 متضامنين أتراك في حينه.
وقامت بحرية الاحتلال،
بملاحقة السفينة في المياه الدولية، وإطلاق النار عليها، من خلال الزوارق، قبل أن
تقوم بعملية إنزال من خلال المروحيات على سطحها، وإطلاق القناصة نيرانهم على
المتضامنين مع أدى إلى مجزرة على متنها.
وسيرت ليبيا، في 11 تموز/يوليو 2010، عبر
مؤسسة القذافي العالمية، سفينة تحمل المساعدات الإغاثية للقطاع، لكن الاحتلال
اعترضها وجرى تحويل خط إبحارها باتجاه ميناء العريش بمصر، وإدخال حمولتها برا.
وحاولت 4 سفن، ضمن أسطول الحرية الثاني، كسر
الحصار عن القطاع، في 19 تموز/يوليو 2011، بعد الإبحار من ميناء كريت اليوناني،
لكن الاحتلال قام بتخريب السفن، بعملية سرية، من أجل منعها من الإبحار عبر إحداث
أعطاء فنية فيها.
واستولت بحرية
الاحتلال، على سفينتين كندية وإيرلندية، لكسر الحصار عن غزة، في تشرين ثاني/نوفمبر
2011، وقامت باقتيادهما إلى ميناء أسدود.
كما استولت بحرية الاحتلال، على السفينة
إستيل الفنلندية، خلال إبحارها إلى قطاع غزة، في تشرين ثاني/أكتوبر 2012، حيث
هاجمتها في المياه الإقليمية واقتادتها إلى ميناء أسدود.
وفي 29 حزيران/يونيو 2015، اعترضت قوات
الاحتلال، سفينة ماريان، ضمن أسطول الحرية 3، ومنعتها من الوصول إلى شواطئ قطاع
غزة.
وقام الاحتلال بالهجوم على السفينة، واعتقال
كافة المشاركين على متنها، وكان عددهم 38 شخصا، في المياه الدولية، بعد أيام قام
الاحتلال بترحيلهم إلى بلدانهم.
وفي صيف 2018 نظم الائتلاف الدولي قافلة بحرية جديدة تحت عنوان "مستقبل
عادل من أجل فلسطين" وضمت القافلة الناقلة الرئيسية العودة وسفينة فريدوم
الى جانب قوارب دعم.
في 29 حزيران/يوليو و3
آب/اغسطس 2018 اعترضت بحرية الاحتلال كلتا السفينتين في المياه الدولية. واعتقلت
جميع الركاب الذين كانوا على متنها، وكشفوا عن تعرضهم للضرب واستخدام الصدمات
الكهربائية أثناء الاعتراض.
وبالتزامن مع تلك
الفترة، واصلت حملات التضامن البرية عملها، ووصلت الى غزة في حزيران/يونيو 2015
قافلة التضامن التركية اميال من الابتسامات 15 والتي تضم عشرات المتضامنين من دول
عدة.
وعبرت هذه القافلة
معبر رفح المصري دون عوائق تذكر وسلمت مساعدات رمزية وغذائية لمتضرري الحصار. هذه
القوافل البرية نجحت في الوصول متى سمحت السلطات المصرية بذلك.
وفي 25 أيار/مايو 2025، حاولت قافلة
"كونسيكونس"، الإبحار باتجاه غزة، مع قرابة 30 من المتضامنين، عبر أسطول
الحرية، لكن الاحتلال قام بعملية سرية، بهجوم بواسطة طائرات مسيرة، وفجر القارب،
وأحدث فيه أضرارا بالغة، قبالة سواحل مالطا، بحيث لم يعد صالحا للإبحار إلى قطاع
غزة.