أدان
المجلس العربي بأشد العبارات العدوان الإجرامي الذي أقدمت عليه مقاتلات جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الوفد الفلسطيني المفاوض الموجود في العاصمة
القطرية الدوحة، مؤكداً تضامنه الكامل مع دولة قطر إزاء هذا الاعتداء “الجبان على سيادتها”.
وأكد المجلس في بيان صادر عن رئيسه منصف
المرزوقي أن ما جرى “لم يكن مجرد استهداف لأشخاص، بل هو رسالة واضحة ضد الدور القطري الرائد في صنع السلام والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني”، معتبراً أن العدوان “يعكس حالة الانزعاج الإسرائيلي المتزايد من أي صوت عاقل يسعى لسلام عادل”.
ووصف البيان العملية بأنها “عربدة دولية وغدر موصوف وخرق سافر للقانون الدولي”، محذراً من أنّها مؤشر خطير على توسع دائرة العدوان والاستخفاف بكرامة العرب وأمنهم القومي.
وحمل المجلس العربي الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، باعتبارها “شريكاً مباشراً في العدوان وداعماً غير مشروط للسلوكيات الجنونية لحكومة نتنياهو وجيش الاحتلال”، مؤكداً أن كل حديث أمريكي عن السلام والوساطة “ليس إلا خداعاً ومراوغة لكسب الوقت وتمكين إسرائيل من تصفية القضية الفلسطينية وترحيل الشعب الفلسطيني”.
ودعا المجلس العربي جميع الدول العربية والإسلامية والقوى المؤمنة بالسلام والقانون الدولي إلى موقف موحد لإدانة الجريمة وتحميل الاحتلال وحلفائه المسؤولية الكاملة عنها، والضغط على واشنطن عبر مختلف الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية لوقف دعمها غير المحدود لـ”إجرام الدولة المارقة”.
كما طالب الشعوب العربية وقوى الحرية والعدالة في العالم بتكثيف التحركات الشعبية والسياسية لوقف جرائم القتل والتجويع والإبادة العرقية في غزة، مشدداً على ضرورة مواصلة “أسطول الصمود” وتعزيزه، خاصة بعد استهداف الاحتلال لإحدى سفنه في تونس ليلة أمس.
وختم المجلس العربي بيانه بالتأكيد أن “الصمت على هذه الجرائم ليس سوى تشجيع لإسرائيل على التمادي في عدوانها، وتهديد مباشر لكل دول المنطقة، بما فيها المطبّعة والمهادِنة”.
وأعلنت قطر أمس الثلاثاء، قيام الاحتلال الإسرائيلي بشن "هجوم جبان" استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة "
حماس" بالدوحة، مبينة أنها فتحت تحقيقا وأنها "ولن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور".
جاء ذلك في بيان للخارجية القطرية، التي تقود بلادها وساطة مع القاهرة وبإشراف أمريكي لوقف الحرب التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة وترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين منذ نحو عامين.
وقالت الخارجية: "تدين دولة قطر بأشد العبارات الهجوم الإسرائيلي الجبان الذي استهدف مقرات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة".
وأضافت أن "هذا الاعتداء الإجرامي يشكل انتهاكًا صارخًا لكافة القوانين والأعراف الدولية، وتهديدًا خطيرًا لأمن وسلامة القطريين والمقيمين في قطر".
وأكدت الوزارة أن "الجهات الأمنية والدفاع المدني والجهات المختصة باشرت على الفور التعامل مع الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة لاحتواء تبعاته وضمان سلامة القاطنين والمناطق المحيطة".
وتابعت أن "دولة قطر إذ تدين بشدة هذا الاعتداء، فإنها تؤكد أنها لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور والعبث المستمر بأمن الإقليم وأي عمل يستهدف أمنها وسيادتها".
وأشارت إلى أن "التحقيقات جارية على أعلى مستوى، وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل فور توفرها".
ولم يكشف البيان عن نتائج الهجوم، لكن قناة "الجزيرة" نقلت عن مصدر قيادي في "حماس" أنه "تم استهداف الوفد القيادي لحماس بالدوحة في غارة إسرائيلية أثناء مناقشة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار بغزة".
وأشار المصدر إلى "نجاة الوفد القيادي لحركة حماس برئاسة خليل الحية" من الهجوم الإسرائيلي.
وسريعا، أعلنت تل أبيب مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف اجتماعا كان يبحث مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان: "هاجم الجيش والشاباك من خلال سلاح الجو قبل قليل بشكل موجه بدقة قيادة حركة حماس".
وتقود الدوحة والقاهرة وساطة منذ بدء الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة في 7 تشرين أول/أكتوبر 2023، وأسفرت جهودهما عن إبرام هدنتين في كانون أول/ديسمبر 2023، وكانون الثاني/يناير الماضي.
وبدعم أمريكي، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و605 شهيد، و163 ألفا و319 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 399 فلسطينيا بينهم 140 طفلا.