ملفات وتقارير

أول انتخابات برلمانية بعد سقوط الأسد.. تعرف إلى آلية الاقتراع وبرامج المرشحين

صمت انتخابي في سوريا عشية أول انتخابات برلمانية منذ سقوط الأسد- سانا
على بعد يوم واحد من توقيت أول انتخابات سورية منذ إسقاط النظام السابق، لاختيار أعضاء مجلس الشعب (البرلمان)، طغت الملفات الاقتصادية على برامج المرشحين، بجانب الحديث عن الإجراءات بشأن العدالة الانتقالية، والمشاركة السياسية.

والأحد القادم، سيتنافس 1587 مرشحاً على 140 مقعداً موزعة على 60 منطقة انتخابية تمثل المحافظات السورية باستثناء "السويداء، الرقة، الحسكة"، بينما يبقى اختيار ثلث الأعضاء (70 مقعداً) لقرار الرئيس السوري أحمد الشرع.

والعملية الانتخابية محصورة بأعضاء الهيئات الناخبة (نحو 6 آلاف عضو) الذين تم اختيارهم من الكفاءات والأعيان والوجهاء الذين يمثلون كافة شرائح المجتمع السوري.

وجرى اختيار هذه الآلية الانتخابية استناداً إلى الإعلان الدستوري والمرسوم الرئاسي رقم 66 للعام 2025 القاضي بتشكيل لجنة عليا للانتخابات.

انتخابات "تمثيلية"
ونتيجة الظروف غير المستقرة التي لا زالت تعاني منها سوريا، ونزوح ولجوء عدد كبير من سكانها، جرى اختيار آلية "الانتخابات التمثيلية" التي اعتمدت على اختيار أعضاء الهيئة الناخبة، الذين يختارون بدورهم أعضاء مجلس الشعب الجديد (140 عضوا)، على أن يسمي الرئيس السوري الثلث (70 عضوا) ليكون مجموع أعضاء المجلس (210 أعضاء).

ويرى الباحث السوري أحمد السعيد، أن افتتاح المجال أمام كل السوريين للترشح إلى عضوية الهيئات الناخبة، أسهم في إعطاء الانتخابات مصداقية، بالرغم من أن كل السوريين لن يشاركوا في عمليات الاقتراع.

وأوضح لـ"عربي21"، أن الظرف الاستثنائي، يحول دون إجراء انتخابات شاملة، على أن يتم إجراء الانتخابات الشاملة مستقبلاً، بعد استقرار البلاد، وحل كل الملفات الإشكالية، وفي مقدمتها السويداء، ومصير مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

ولفت السعيد إلى أن اختيار أعضاء الهيئة الناخبة، استند إلى معايير عديدة، منها التخصص العلمي والكفاءات مع الحرص على تمثيل كل المناطق والشرائح الاجتماعية.

برامج المرشحين
ووفق رصد أجرته "عربي21"، تطابقت إلى حد بعيد البرامج الانتخابية للمرشحين، في خطوة فسرها عدد من المراقبين إلى تشابه الأولويات التي تشغل بال السوريين، وفي مقدمتها تحسين الواقع المعيشي والاقتصادي.

ويقول المرشح لعضوية مجلس الشعب أحمد النجار، إن سوريا تحتاج اليوم إلى الإعمار، وتحسين الوضع المعيشي، والاهتمام بالمشاريع الصغيرة القادرة على تحريك عجلة الإنتاج.

وأضاف لـ"عربي21"، أن أكثر ما سيركز عليه في حال وصوله البرلمان، هو الملف الاقتصادي وتوفير فرص العمل، وتحسين واقع الشباب.

بجانب الملفات الاقتصادية، حضر ملف العدالة الانتقالية على برامج المرشحين بكثافة، حيث قدم العديد منهم الوعود بالدفع نحو تطبيق العدالة على مرتكبي الجرائم بحق السوريين.

ويقول مرشح آخر لـ"عربي21" طلب عدم ذكر اسمه بسبب "الصمت الانتخابي"، إن سوريا بحاجة إلى إعادة بناء مؤسساتي، وحوكمي، وتشريعي.

ويؤكد أن سوريا كذلك بحاجة إلى التركيز على تمكين قطاع الصحة، والتعليم، وتحسين الأجور، مشيراً إلى أن "سوريا مقدمة على مرحلة جديدة، ويلزمها برلمان حقيقي، لا "تصفيقي" كما كان الحال زمن النظام البائد".

آلية الاقتراع
وبحسب المتحدث باسم اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، نوار نجمة، فإن عملية الاقتراع ستبدأ عند الساعة التاسعة صباح يوم الأحد القادم مع توافد أعضاء الهيئات الناخبة إلى مراكز الاقتراع، لإبراز أوراقهم الثبوتية واستلام بطاقاتهم الانتخابية، ثم التوجّه إلى رؤساء اللجان الفرعية للحصول على الورقة الانتخابية المختومة رسمياً. 

وتابع بأن الناخب، بعد حصوله على الورقة، يدخل إلى غرفة الاقتراع السري لتجهيز ورقته، ثم يقوم بالإدلاء بصوته بشكل علني ضمن صندوق الاقتراع، على أن تنتهي عملية الاقتراع عند الساعة الثانية عشرة ظهراً بشكل مبدئي، مع إمكانية التمديد حتى الرابعة عصراً إذا لم يكن جميع أعضاء الهيئة الناخبة قد أدلوا بأصواتهم. 

ولفت نجمة إلى أن الصندوق يُفتَح في ختام العملية بشكل علني أمام وسائل الإعلام، ليبدأ فرز الأصوات مباشرة، حيث ستُعلَن النتائج الأولية تباعاً عبر وسائل الإعلام.