أعلنت الصين أنّها مستعدّة إذا ما اقتضى الأمر لأن تقاتل "حتى النهاية" في الحرب التجارية الدائرة بينها وبين الولايات المتحدة والتي تمثّل آخر فصولها بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الصينية، وقالت وزارة التجارة الصينية: "إذا كنتم تريدون القتال، فسنقاتل حتى النهاية. وإذا كنتم ترغبون في التفاوض، فبابنا يبقى مفتوحا".
وحثت وزارة التجارة الصينية الجانب الأمريكي على تصحيح أخطائه في أسرع وقت ممكن وإظهار الصدق في محادثات التجارة والعمل مع الصين في نفس الاتجاه، حسبما قال متحدث باسم الوزارة ردا على ادعاء الولايات المتحدة بأن الصين أجلت مكالمة هاتفية مقترحة لمناقشة ضوابط تصدير المعادن النادرة الأخيرة، وأن الجانبين يجب أن يجدا طريقة لاستعادة الوضع المستقر.
وقال متحدث باسم الوزارة ردا على استفسارات وسائل الإعلام، إن الصين، باعتبارها دولة كبرى مسؤولة، تطبق ضوابط التصدير على المواد ذات الصلة وفقا للقانون، من أجل الدفاع بشكل أفضل عن السلام العالمي والاستقرار الإقليمي، والوفاء بالتزامات منع الانتشار وغيرها من الالتزامات الدولية.
وأضاف المتحدث أن "ضوابط التصدير الصينية ليست حظرا على التصدير"، مشيرا إلى أنه سيتم منح التراخيص للطلبات المؤهلة، وأشار إلى أنه قبل الإعلان عن هذه الإجراءات، أخطرت الصين بالفعل الدول والمناطق المعنية من خلال آليات الحوار الثنائي بشأن مراقبة الصادرات، وأكد المتحدث أن الصين مستعدة للعمل مع بقية العالم لتكثيف الحوار والتبادل بشأن ضوابط التصدير، من أجل حماية أمن واستقرار سلاسل الصناعة والتوريد العالمية بشكل أفضل.
وردا على سؤال بشأن إعلان الولايات المتحدة فرض تعريفة جمركية بنسبة 100 في المائة على الصين وضوابط التصدير على جميع البرامج الهامة، قال المتحدث إن الولايات المتحدة منذ فترة طويلة تبالغ في استخدام مفهوم الأمن القومي، وتسيء استخدام ضوابط التصدير، وتتخذ إجراءات تمييزية ضد الصين، وتفرض تدابير قضائية طويلة الأمد من جانب واحد على مختلف المنتجات بما في ذلك معدات أشباه الموصلات والرقائق.
وأشار المتحدث إلى أنه منذ المحادثات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة في مدريد في أيلول/سبتمبر على وجه الخصوص، فرضت الولايات المتحدة خلال 20 يوما فقط سلسلة من التدابير التقييدية الجديدة التي تستهدف الصين، مؤكدا أن الإجراءات الأمريكية ألحقت ضررا بالغاً بمصالح الصين وقوضت أجواء المحادثات الاقتصادية والتجارية الثنائية، والصين تعارضها بشدة.
وكان ترامب أعلن الجمعة أنّ الولايات المتحدة ستفرض على وارداتها من الصين رسوما جمركية إضافية بنسبة 100بالمئة، تضاف إلى تلك السارية أساسا، وذلك اعتبارا من الأول من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل أو حتى قبل ذلك، ووضع الرئيس الأميركي خطوته التصعيدية تلك في إطار الردّ على قرار الصين فرض قيود جديدة "عدوانية للغاية" على صادراتها من المعادن النادرة.
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن "التهديدات المتعمدة بفرض رسوم جمركية مرتفعة ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين". وأضاف: "موقف الصين من الحرب التجارية ثابت: لا نريدها، لكننا لا نخشاها".