ملفات وتقارير

مهرجان فلسطين العشرين في لندن.. رسالة صمود ودعم إنساني بقيمة 50 ألف دولار

شهد المهرجان حضور نحو 1500 مشارك، وفق تقديرات المنظمين، بينهم شخصيات سياسية وأكاديمية وفنية بارزة.. عربي21
اختتمت في العاصمة البريطانية لندن مساء اليوم فعاليات النسخة العشرين من مهرجان فلسطين، الذي نظمه المنتدى الفلسطيني في بريطانيا في قاعة  Byron Hall – Harrow، بمشاركة واسعة من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية في بريطانيا ومتضامنين من مختلف الخلفيات، ليشكل حدثًا بارزًا في دعم القضية الفلسطينية وتعزيز التضامن الدولي مع غزة.

وشهد المهرجان حضور نحو 1500 مشارك، وفق تقديرات المنظمين، بينهم شخصيات سياسية وأكاديمية وفنية بارزة، استعرضوا في كلماتهم أهمية الدعم الإنساني للفلسطينيين وأبرزوا دور المجتمع العربي في بريطانيا في مناصرة غزة وتعزيز الصمود الفلسطيني في مواجهة التحديات.



وقال رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا زاهر البيراوي في كلمة الافتتاح لفعاليات النشاط: "هذا المهرجان الذي نكرسه للاحتفاء بصمود شعبنا في غزة العزة وللتأكيد على استمرار روايتنا الفلسطينية، ونرسل من خلاله ـ من هنا من قلب لندن ـ رسالة دعم ثابتة لا تتزعزع لأهلنا في الوطن المحتل، وفي مقدمتهم أهلنا الصامدين في غزة المحاصرة والمنكوبة. ورسالة تحية وأمل في أهلنا في الضفة المحتلة التي مهما حاول القريب والبعيد تدجينها واخراجها من معادلة الصراع والمقاومة فإنها ستلعب في قابل الأيام دورا أساسيا في مقارعة الاحتلال والبذل والعطاء على طريق التحرير بإذن الله".

وأكد البيراوي أن "ما تقوم به دولة الاحتلال هو جريمة إبادة مستمرة"، وقال: "يجب أن تحاسبَ عليها من العالم شعوبا وحكومات ومؤسسات دولية، ويحاسبُ قادتها كمجرمي حرب ، لا أن تُمنح لها الحصانة وأن تغسل دماء شعبنا عن أيدي قادتها المجرمين".



وتناولت كلمات الضيوف قضايا الإغاثة والتضامن الدولي، وأهمية تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية داخل القطاع. من بين المتحدثين كان الدكتور محمد طاهر، الجرّاح العراقي البريطاني الذي شارك في مهمات طبية حرجة في غزة، حيث أجرى أكثر من 300 عملية جراحية معقدة وعالج أكثر من 1200 مصاب، مقدماً شهادات حية عن الاستهداف المتكرر للأطفال والنساء والمستشفيات. كما تحدث الدكتور جيمس سميث، طبيب الطوارئ والمحاضر في السياسات الإنسانية بجامعة UCL، عن تدمير القطاع الصحي في مهمتين خلال 2024، مؤكداً على ضرورة حماية المستشفيات والمعدات الطبية.



ولم يقتصر التكريم على الطاقم الطبي، بل شمل أيضًا منظمات وأفرادًا ساهموا في جهود قانونية وحقوقية لمواجهة الإفلات من العقاب، من بينهم شبكة Global Legal Action Network (GLAN)، التي تبنت قضايا أمام المحكمة العليا البريطانية لوقف تصدير مكوّنات طائرات F-35 لإسرائيل، إضافة إلى رفع دعاوى قانونية ضد شركات متورطة في الانتهاكات، بينما تم تكريم المستشارة أندريا غيبسون لقيادتها قرارًا تاريخيًا بسحب استثمارات صندوق التقاعد في ويلز من الشركات المشاركة في جرائم الاحتلال، ما عكس قدرة المبادرات المحلية على ترك أثر عالمي. كما كرّم المهرجان ستيفن كابوس، الناجي من الهولوكوست، لإسهاماته في فضح استخدام ذكرى المحرقة لتبرير جرائم الاحتلال، إلى جانب كريس كونزلر، الناشط الطلابي والإعلامي الرقمي، الذي نجح في توصيل رواية فلسطينية دقيقة للجمهور الشبابي عبر منصاته التي تجاوزت 700 ألف متابع.



ولم يغفل المهرجان دور النشطاء الذين شاركوا في أسطول الحرية لكسر الحصار البحري عن غزة، حيث تم تكريم Aaron ‘Air’ White وKieran Andrieu، اللذين اعتُقلا خلال الرحلة، ليصبحا رمزين للشجاعة والتضامن العالمي مع الفلسطينيين، بينما استُثمرت شهاداتهما في توصيل صورة حية لمعاناة المحتجزين وكشف دوافع النضال الفلسطيني.





وعلى الصعيد الثقافي والفني، تضمن المهرجان فقرات واسعة شملت دبكة تراثية قدمتها فرقة الفرسان، ومعزوفات للأوركسترا العربية في لندن، وعروض راب للفنان المعروف Lowkey، إلى جانب تقديم مأكولات فلسطينية تقليدية، بما في ذلك كنافة طازجة أعدها الشيف الأردني سامر خصيصًا للحدث. كما خصص المهرجان ركنًا للتراث الفلسطيني وبرنامجًا للأطفال، إضافة إلى كافيه تطوعي تديره أمهات، ما أضفى بعدًا مجتمعيًا وعائليًا للفعالية.