هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
محمد عماد صابر يكتب: المشهد السياسي اليوم يعكس توازن قوى مقلوبا، فالكيان الصهيوني يفرض واقعا بالنار والحديد، وأمريكا تدير المسرح وتستخدم الحلفاء العرب كأدوات ضغط. أما القمم العربية والإسلامية فتكتفي بالتصريحات الدبلوماسية التي لا توقف قذيفة ولا تفتح معبرا
وسط تصاعد العنف البري الإسرائيلي في مدينة غزة وتوسع الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية نحو وسط المدينة، حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك من أن ما يحدث يشكل "مذبحة" لا يمكن القبول بها، داعياً المجتمع الدولي لوضع حد عاجل للقتل المستمر والانتهاكات الإنسانية، فيما تتزايد الأدلة على ارتكاب جرائم حرب محتملة وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين الفلسطينيين.
وزارة الخارجية القطرية أعلنت، الثلاثاء، أن المفاوضات مع إسرائيل لا تبدو واقعية في الوقت الحالي، على خلفية الهجوم الإسرائيلي على غزة والضغوط المتزايدة على دولة الوساطة، مؤكدة في بيانها أن استمرار خرق القانون الدولي من قبل إسرائيل لن يُسمح به، في حين تتواصل المجازر وعمليات التهجير القسري التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين، بما يشمل القصف المكثف للأبراج السكنية وخنادق النازحين، ما يعكس تصاعد الأزمة الإنسانية ويزيد من صعوبة أي جهود تفاوضية في ظل هذه الظروف.
قامت العديد من الإمبراطوريات في العالم على مر التاريخ أكان ذلك الإمبراطورية الفارسية والصينية، أو الرومانية، أو البيزنطية، أو الإمبراطوريات الإسلامية المتعددة، البريطانية أو الأمريكية وغيرها وقد كان قيام واستقرار هذه الإمبراطوريات مرتكزا على مجموعة من الشروط.
بدأت وزيرة الخارجية البريطانية التحذير العلني من الهجوم الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة، واصفة إياه بأنه "تهور مطلق" يهدد حياة المدنيين الأبرياء والرهائن المحتجزين، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتوفير مساعدات إنسانية غير مقيدة، والعمل على مسار سلمي دائم لإنهاء النزاع وحماية المدنيين.
وجه الدكتور عبد الرزاق مقّري، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية، رسالة قوية للأمة العربية والإسلامية، تحثّ على تحويل الألم والغضب الناتج عن القصف والحصار إلى فعل مستمر وفاعل لنصرة الفلسطينيين. وأكد مقّري في تدوينته أن صمود أهل غزة وتضحياتهم الجسام تمثل نموذجًا حيًّا لنهوض الأمة، وأن المشاركة في هذا الأسطول، سواء بالوجود المباشر أو بالدعم والمناصرة، هي رسالة عالمية للعدو والموظفين عن حقوق الإنسان بأن قضية غزة حيّة، وأن الصمود والمبادرة هما الطريق لتحقيق العدالة والتحرر.
لأول مرة منذ صدور اتفاقية الإبادة الجماعية واتفاقيات جنيف الأربع، فإن إبادة جماعية ذات سمات استعمارية استيطانية مميزة في غزة قدّمها مرتكبوها على أنها ملتزمة بالقانون الدولي الإنساني. فقد فككت إسرائيل الكلمات والمفاهيم الواردة في قواعد قانون النزاعات المسلحة من سياقها المعياري، وحوّلتها إلى تراخيص للقتل الجماعي والتدمير العشوائي. وأُعيد تجميع هذه المفاهيم المفككة في "قانون الإبادة الجماعية المسلحة"، المُصمَّم خصيصًا للسكان الفلسطينيين المُصنفين على أساس عرقي، مع تصوير تدميرهم المادي كليًا أو جزئيًا على أنه وسيلة "إضافية" و"مشروعة" و"ضرورية" لتحقيق أهداف الحرب المُعلنة. وبدلا من التوقف عن جرائمها الإبادية، فإنها تتهم حماس بارتكاب أعمال مروعة ترقى إلى جريمة إبادة جماعية!!
إبراهيم أبو محمد يكتب: الهجوم على دولة قطر وانتهاك سيادتها، وتلك التصريحات من أكبر مسؤولين في دولة الاحتلال، كانت رسالة واضحة من هذا القاتل السادي ورئيس برلمانه بأن العواصم العربية مهما كانت علاقتها بأمريكا أو بغير أمريكا لم تعد لها حصانة أمنية أو سياسية، ولن تكون سماؤها أو مجالها الجوي بمنأى عن قاذفات المحتل
أكد الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي، معن بشور، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن القمة العربية والإسلامية الطارئة في الدوحة تمثل فرصة حاسمة لتوحيد الموقف العربي تجاه العدوان الإسرائيلي الأخير على قطر وغزة، مشدداً على أهمية استثمار هذه القمة لإعادة النظر بالاتفاقات السابقة مع الاحتلال، ودعم المقاومة الفلسطينية، وإطلاق قرارات سياسية واقتصادية وقضائية وإعلامية تعزز وحدة الصف العربي وتردع الاعتداءات الإسرائيلية.
مهما يكن الاختلاف بين التقديرات في أذهان المثقفين العرب، أو حتى بين السياسيين منهم، فإن الفاعلين الأساسيين في الصراع، أي قادة المشروع الصهيوني، وقادة المقاومة، لا يترددان في تبني أطروحتين متناقضتين تماما، لا تحظى أي واحدة منها بإجماع في الداخل. أطروحة الحسم التاريخي، التي حملها رئيس الوزراء الإسرائيلي، والتي ترى أن إسرائيل توفرت لها اليوم فرصة تاريخية حاسمة وغير مسبوقة لكي تحقق أهدافها التاريخية، بل وأهدافها الدينية والإيديولوجية، وأطروحة زوال إسرائيل التي تقوم على فكرة خلق تناقض مفصلي بين دكلة الاحتلال وبين العالم، وعزلها تماما وتعرية رأسمالها الأخلاقي والإنساني، ومحاصرتها دوليا من خلال الاستثمار الإعلامي والحقوقي والسياسي في جرائمها الإبادية.
نفى الدكتور المؤرخ الفلسطيني الراحل الياس شوفاني في كتابه (العلاقة بين الثكنة والمركز) والصادر قبل اربعة عقود خلت، نفى صفة الدولة عن إسرائيل، ووصفها بالثكنة العسكرية. والحق بأن الصهيونية وبمساعدة بريطانيا التي كانت محتلة لفلسطين؛ قد أسست ثكنة عسكرية ومجتمعا عسكريا مسلحا اعتقاداً منها بأن الثكنة العسكرية وحدها القادرة على البقاء بما تمتلك من قوة مسلحة تزودها بها الدول الأوروبية ثم أمريكا فيما بعد؛
ظل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وبطانته من غلاة اليمين يعملون بمنطق "أنا الغريق فما خوفي من البلل"، وواصلت آلة القتل الإسرائيلية الفتك بالأرواح في غزة ولبنان واليمن وإيران، ثم جاءت الغارة الإسرائيلية على العاصمة القطرية الدوحة، في التاسع من الشهر الجاري، فأيقن قادة العالم ومعهم الرأي العام العالمي ان نتنياهو وصل حالة مستعصية من العته والجنون: كيف تغير على بلد ظل بلا أعداء منذ ميلاده؟ بلد لا يسمع عنه العالم إلا مرتبطا بمؤتمرات إقليمية ودولية، ومبادرات لتحقيق السلام بين الأطراف المتنازعة هنا وهناك؟ بلد لمس الملايين في عام 2022، كم هو صغير وآمن وناهض؟ حتى ترامب الذي لحم أكتافه من "خير" يهود أمريكا، وجد نفسه في حرج بالغ، واستنكر الهجوم على قطر.
نفذ فلسطيني عملية طعن في فندق "تسوبا" في القدس المحتلة، أسفرت عن إصابة مستوطنين إسرائيليين بجراح، أحدهما في حالة خطرة، بحسب وسائل إعلام عبرية.
قطر التي وقفت وحدها يوم حاصرها القريب، ورفضت أن تركع تحت وطأة الحصار، قدّمت درسًا تاريخيًا في الثبات. لم تنكسر، بل تحولت محنتها إلى منطلق لقيادة دبلوماسية أكثر حضورًا وفاعلية، فصارت مقصداً لكل الأطراف المتنازعة التي تبحث عن صوت عاقل ومساحة حياد إيجابي. واليوم، حين تتعرض لعدوان من الاحتلال الإسرائيلي، فإن هذا الاعتداء ليس على قطر وحدها، بل على منطق العدالة والوساطة وعلى أمل الشعوب في أن يكون هناك من يجرؤ على قول “لا” في زمن المساومات.
محمد حمدي يكتب: الاحتلال لم يعد يرى في العرب سوى "ولايات تابعة" يحق له العبث بأمنها وسيادتها متى شاء، ولو أن الدول العربية اتخذت منذ اليوم الأول لمجازر غزة موقفا جماعيا صارما، لما تجرأ الاحتلال على المضي في وحشيته
قال الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، في تدوينة على صفحته بـ"فيسبوك"، إن دولة قطر هي الأحق بجائزة "نوبل للسلام"، مشيدا بدورها في الوساطة لحل النزاعات في السودان وأفغانستان والقرن الأفريقي، وبدعمها الثابت لفلسطين والربيع العربي رغم الضغوط والحصار، ومؤكدا أن الهجمات الإسرائيلية عليها لا تزيدها إلا مكانة وعزلة للاحتلال.