اتهم المتحدث باسم الرئاسة الروسية (
الكرملين)، دميتري
بيسكوف، الاحتلال
الإسرائيلي بعدم إبداء أي رغبة حقيقية في التحرك نحو حل سلمي للصراع المتصاعد مع
إيران، وذلك في ظل التوتر الإقليمي المتفاقم منذ فجر الجمعة الماضي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده بيسكوف، الثلاثاء، أشار فيه إلى أن موسكو تنظر بجدية إلى التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي لمح فيها إلى احتمال استهداف مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي.
وأكد بيسكوف أن الكرملين يشعر بـ"قلق بالغ" حيال التطورات المتسارعة، قائلاً: "التوتر يتصاعد بسرعة، لذلك ندعو الأطراف كافة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والتحرك نحو حل سلمي سياسي ودبلوماسي".
وأشار إلى أن روسيا مستعدة للقيام بدور الوسيط بين طهران وتل أبيب، لكنها ترى أن الجانب الإسرائيلي "متردد في القبول بأي وساطة، وغير راغب بشكل عام في السير باتجاه التسوية السلمية".
كما كشف بيسكوف أن السلطات الروسية تعمل على إجلاء رعاياها من إيران، عبر المعبر الحدودي مع أذربيجان، في ظل تصاعد الأعمال العسكرية بين الطرفين.
وكان بيسكوف قد صرح، أمس الاثنين، أن بلاده مستعدة لبذل كل ما بوسعها لإزالة الأسباب الجوهرية للأزمة بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، مشددًا على أن موسكو "تدين الإجراءات التي أدت إلى توتر خطير في المنطقة"، مضيفًا أن "المجتمع الإيراني يبدو موحدًا في مواجهة الهجمات الإسرائيلية".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح المتحدث باسم الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين أجرى محادثات هاتفية منفصلة مع كل من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في محاولة لاحتواء التصعيد العسكري المتفاقم.
ومنذ فجر الجمعة الماضي، ويشن الاحتلال الإسرائيلي هجومًا واسعًا على الأراضي الإيرانية، بمشاركة مباشرة من الولايات المتحدة، مستهدفة منشآت نووية وقواعد صواريخ ومراكز أبحاث وقيادات عسكرية وعلماء نوويين. وأسفر العدوان حتى الآن عن مقتل 224 شخصًا وإصابة 1277 آخرين بحسب بيانات رسمية إيرانية.
في المقابل، ردّت إيران بإطلاق صواريخ باليستية وهجمات بـالطائرات المسيّرة على أهداف إسرائيلية، ما أدى إلى مقتل 24 شخصًا وإصابة المئات، وفق ما أعلنته السلطات الإسرائيلية.
ويُعد هذا التصعيد العسكري الأكبر من نوعه بين الطرفين، ويمثل تحولًا خطيرًا من "حرب الظل" المستترة عبر تفجيرات واغتيالات، إلى صراع مفتوح يهدد استقرار المنطقة برمّتها.