سلطت
صحيفة واشنطن
بوست الضوء على عدوان
الاحتلال على العاصمة
القطرية الدوحة، باستهدافها اجتماعا للوفد
التفاوضي لحركة
حماس، ورسائله من وراء ذلك.
ونقلت عن روبرت مالي،
المسؤول الأمريكي السابق في إدارتي أوباما وبايدن، اعتبر أن الضربة على الدوحة
تؤكد أن حكومة الاحتلال تسعى إلى "الدمار الكامل والاستسلام غير المشروط ضد خصومها، بينما تحاول الأطراف، البحث عن حلول سياسية لإنهاء الحرب، تحرير الأسرى
الإسرائيليين، إعادة إعمار غزة، ودمج إسرائيل في المنطقة".
وأضاف مالي:
"إسرائيل تبعث أيضا رسالة أنه لا فلسطيني آمن في أي مكان، حتى في عاصمة شريك أمريكي
مقرب ووسيط رئيسي، ومصدر مالي مهم لكثيرين".
ولفتت إلى أن الهجوم
على الدوحة جاء بعد سلسلة غارات وعمليات شنتها تل أبيب خلال الأسابيع الأخيرة على
عدد من الدول في المنطقة، فقد قتلت رئيس وزراء الحكومة التي يقودها الحوثيون في
اليمن وعددا من وزرائه في غارة على العاصمة صنعاء كما واصلت ضرب أهداف في سوريا
ولبنان، بعد غزوات برية في البلدين في مراحل مختلفة، وتابعت قصف الفلسطينيين في
قطاع غزة والضفة الغربية، وسط تهديدات بالضم الأحادي الجانب.
وفي الصيف الماضي،
اندلعت حرب استمرت 12 يوما مع إيران، أضعفت خلالها القدرات النووية ودفع ذلك
الولايات المتحدة إلى شن ضربات كبيرة على أهداف محددة.
التصعيد الأخير في
الدوحة استهدف القيادة السياسية العليا لحركة حماس، بما في ذلك خليل الحية، أحد
أبرز قادة الحركة. ورغم فشل الهجوم في اغتيال القيادات، استشهد نجله وأحد كبار
مساعديه، فضلا عن أربعة آخرين بينهم عنصر من جهاز الأمن الداخلي القطري.
اظهار أخبار متعلقة
قطر، الحليف المقرب
للولايات المتحدة والتي تستضيف أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط، كانت بمثابة
مركز لمحاولات دبلوماسية متقطعة لفرض وقف إطلاق النار في غزة وعلى الرغم من
اعتراضات المؤسسة السياسية والإعلامية الإسرائيلية، سمحت قطر لسنوات بوجود وفود
حماس في عاصمتها ضمن دورها كوسيط عالمي.
ويوم الثلاثاء، احتفل
حلفاء نتنياهو بالهجوم، واعتبره رئيس الكنيست أمير أوحانا "رسالة إلى الشرق
الأوسط"، فيما قال وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش على وسائل التواصل
الاجتماعي: "الإرهابيون ليسوا في مأمن من الذراع الطويلة لإسرائيل في أي مكان
بالعالم".
وقالت الصحيفة، يعارض
سموتريتش وآخرون في ائتلاف نتنياهو أي مسار دبلوماسي مع حماس، داعين إلى غزو غزة
وتشجيع "الهجرة الطوعية" لسكانها، مع استمرار سياسة التوسع الاستيطاني
في الضفة الغربية.