من نواز إلى شهباز | لماذا وقعّت السعودية اتفاق دفاع مشترك مع باكستان؟

وقعت السعودية وباكستان، اتفاقية دفاع مشترك رسمية في خطوة تعزز بشدة شراكة أمنية قائمة منذ عقود في ظل تنامي التوتر بالمنطقة.

ما اللافت في الأمر؟

رفضت باكستان الوقوف إلى جانب السعودية عسكريا في 2015 وصعدت الرياض لهجتها بشكل كبير مع إسلام أباد في 2020، لكن الأوضاع في المنطقة تغيرت منذ ذلك الوقت، حيث دخلت إسلام أباد في حرب مع جارتها النووية، وتعرضت قطر، أحد أكبر حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة إلى ضربتين عسكريتين في عام واحد، واحدة إيرانية والأخرى إسرائيلية.

ممن تخشى الرياض؟

وإن كانت السعودية أشارت سابقا إلى أنها قد تسعى للسلاح النووي إذا ما حازته الجارة اللدودة إيران، إلا أن الرياض أعادت علاقاتها الدبلوماسية بطهران بوساطة صينية.

لكن العلاقات الجيدة في المنطقة، لم تمنع طهران من قصف قاعدة العديد في قطر، ردا على الضربات الأمريكية على البرنامج النووي الإيراني مؤخرا.

اظهار أخبار متعلقة

كما أن تحالف قطر مع الولايات المتحدة، لم يمنع حليف واشنطن الأول في المنطقة - "إسرائيل" - من قصف الأراضي القطرية لمحاولة اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية الموجودين في الدوحة.

ويبدو من توقيت الاتفاق أنه موجه إلى "إسرائيل" التي لا تعترف بحيازة السلاح النووي، لكن العرب والعالم متأكدون من ذلك.

ماذا ستقدم باكستان؟

ربما تعول الرياض على المظلة النووية الباكستانية، حيث أشار مسؤول سعودي كبير لوكالة رويترز أن الاتفاق "يشمل جميع الوسائل العسكرية" عندما سئل عما إذا كانت باكستان ستكون ملزمة بتزويد السعودية بمظلة نووية بموجب الاتفاقية.

الدور السعودي؟

قد يقتصر دور السعودية، صاحبة أكبر ميزانية في الخليج، وصاحبة أكبر احتياط نفط في المنطقة، وثاني أكبر احتياط عالميا، على الجانب المادي وتطوير التكنولوجيا الباكستانية.

ولطالما اعتمدت باكستان على الدعم السعودي لاقتصادها لا سيما في أوقات الشدة، كما أن إمدادات النفط السعودية حيوية بالنسبة لإسلام أباد، إلى جانب أكثر من 2.5 مليون باكستاني يعملون في السعودية، ويرفدون بلدهم بالتحويلات المالية.

اظهار أخبار متعلقة

ووفق بيان لوزارة المالية السعودية، سيبلغ إجمالي نفقات المملكة في 2025 نحو 342.7 مليار دولار في عام 2025.

وتصدر الأمن والدفاع نفقات موازنة عام 2025 التي أعلنتها السعودية، في أكبر مصروفات على الإطلاق تشهدها المملكة في هذا القطاع.

وتبلغ قيمة النفقات العسكرية في موازنة 2025 نحو 72.53 مليار دولار.

ما هي المظلة النووية؟

المظلة النووية ضمان تقدمه دولة نووية، للدفاع عن دولة حليفة لا تملك سلاحا نوويا، في إطار الأمن والمصالح المشتركة، وليست بالضرورة أن تكون دولة جارة، أو حتى قريبة جغرافيا.

من نواز إلى شهباز

رفضت باكستان عام 2015 طلبا سعوديا للمشاركة بطائرات، وسفن، وقوات على الأرض في المعركة التي أطلق عليها "عاصفة الحزم".

وأعلن البرلمان الباكستاني رفض الطلب السعودي، وحث حكومة نواز شريف على الالتزام بقرار البرلمان، مع التأكيد على الالتزام الباكستاني بالدفاع عن أراضي السعودية، لكن دون الدخول في حرب اليمن.

وقال البرلمان في بيانه: "يرغب (البرلمان) بأن تحافظ باكستان على الحياد في النزاع الدائر في اليمن ليكون بمقدورها القيام بدور دبلوماسي فعال لإنهاء الأزمة".

كشمير تدخل على الخط

وفي 2020 خلال ولاية عمران خان، العدو اللدود للإخوة نواز وشهباز، توترت العلاقات مع السعودية بعد ما وصف بأنه "إحجام سعودي" عن دعم باكستان فيما يتعلق بملف كشمير، بعد إلغاء الهند للوضع الخاص لشطر إقليم كشمير الخاضع للإدارة الهندية في 2019 خوفا على مصالح الرياض مع نيودلهي.

وهدد وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قرشي منظمة التعاون الإسلامي بأنها إذا لم تعقد اجتماعا، فإن باكستان لن تنتظر وقتا أطول، وستعقد مؤتمرا بشأن كشمير خارج إطار المنظمة.

وبعد توتر العلاقات، طالبت السعودية إسلام أباد بسداد مليار دولار من قرض ميسر تلقته في 2018 قبل موعده.

وأكدت باكستان آنذاك أنها ردت مليار دولار إلى السعودية هي الدفعة الثانية من قرض ميسر بثلاثة مليارات دولار، في حين طلبت إسلام أباد قرضا تجاريا من بكين لمساعدتها على تخفيف "ضغوط الرياض".

تقارب جديد

وبعد سنوات من التوتر، أعادت السعودية دعمها الاقتصادي لباكستان في عهد عمران خان أيضا، فيما يرى مراقبون أن عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان، وتنامي التعاون الهندي الصيني، سببان دفعا السعودية إلى تغيير حساباتها في المنطقة.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2021 قررت السعودية إيداع 3 مليارات دولار في البنك المركزي الباكستاني لتعزيز احتياطي العملة الصعبة في البلاد، إلى جانب وتمويل 1.2 مليار دولار من المنتجات البترولية المكررة.

ونهاية 2022 مدد الصندوق السعودي للتنمية أجل الوديعة السعودية بقيمة 3 مليارات دولار لصالح البنك المركزي الباكستاني.

ماذا قالوا؟

◼ قال مسؤول سعودي كبير لرويترز إن الاتفاق ليس ردا على دول أو أحداث محددة وإنما إضفاء طابع مؤسسي على تعاون طويل الأمد وعميق بين البلدين.

◼ قال المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الهندية راندهير جايسوال إن الهند على علم بالتطور وستدرس تداعياته على أمنها والاستقرار الإقليمي.

◼ قال مكتب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إن الاتفاق ينص على أن أي عدوان على أي من البلدين يعد عدوانا على كليهما.