في خطوة لافتة تعكس
اتساع رقعة التضامن الثقافي والفني مع القضية الفلسطينية داخل أوروبا، أعلنت لجنة جائزة
الكاريكاتير الأوروبي فوز الفنان الهولندي تايرد روياردز بالجائزة الكبرى لعام
2025، في دورتها السابعة، وهي إحدى أبرز الجوائز الأوروبية المخصصة لفن الكاريكاتير
السياسي والنقدي.
وجاء تتويج روياردز
عن عمل كاريكاتيري نشرته صحيفة "تروو" الهولندية، قدم فيه قراءة بصرية قاسية
ومباشرة للعدوان الإسرائيلي على قطاع
غزة، منتقدا سياسة إبادة جماعية يقودها رئيس وزراء
الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحق الفلسطينيين، حيث استخدم العمل الفائز رمزية
حادة ولغة فنية صادمة، ما اعتبرته لجنة التحكيم تعبيرا جريئا عن دور الفن في مساءلة
السلطة وكشف الجرائم والانتهاكات.
وأوضحت لجنة الجائزة،
أن العمل الفائز تميز بقدرته على الجمع بين البساطة البصرية والعمق السياسي، مشيرة
إلى أن الكاريكاتير لم يكتفِ بالإدانة، بل طرح تساؤلات أخلاقية وإنسانية حول صمت المجتمع
الدولي، وحدود المسؤولية السياسية في زمن الحروب، وأضافت أن الجائزة هذا العام تعكس
التزامها بحرية التعبير، حتى عندما تكون القضايا المطروحة "حساسة أو مثيرة للجدل".
واحتضنت مدينة لاهاي
الهولندية فعاليات حفل توزيع الجوائز، بحضور نخبة من رسامي الكاريكاتير الأوروبيين،
وصحفيين، ومهتمين بالفنون السياسية.
وتضمن الحفل حلقة نقاشية
موسعة شارك فيها عدد من الفنانين البارزين، من بينهم الرسام الفرنسي المعروف كاك، والرسامة
التركية زهرة عمر أوغلو، حيث ناقشوا دور الكاريكاتير في زمن النزاعات، وقدرته على كسر
الروايات الرسمية وفتح مساحات للنقاش العام.
اظهار أخبار متعلقة
وتنافس في هذه
الدورة أكثر من 400 عمل فني من أكثر من 30 دولة، قبل أن يتم اختيار قائمة قصيرة
تضم 15 فنانًا من مختلف أنحاء أوروبا والعالم.
وشهدت الفعاليات أيضًا
عرضًا لأعمال مرشحة من عدة دول أوروبية، إضافة إلى لقطات جماعية جمعت الفنانين الهولنديين
المشاركين، في مشهد رمزي عبّر عن وحدة "قلم المهنة" في مواجهة القمع والحروب،
كما التُقطت صور تذكارية للفائزين، عكست الطابع التضامني والإنساني للحدث.
ويأتي هذا التكريم
في سياق أوسع من التفاعل الأوروبي المتزايد مع ما يجري في غزة، ليس فقط على المستوى
السياسي أو الحقوقي، بل أيضًا عبر الفنون والإعلام والثقافة، ويمثل فوز عمل ينتقد السياسات
الإسرائيلية بهذه الجائزة المرموقة، مؤشرًا على تحوّل ملحوظ في المزاج العام داخل الأوساط
الثقافية الأوروبية، حيث باتت الرواية الفلسطينية تحظى بمساحة أوسع للتعبير والتعاطف.