يتجه رئيس وزراء الاحتلال
الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو إلى
الولايات المتحدة وهو يعاني من بعض المشاكل، لكن المركز سيكون في انتظاره هناك، ومن المتوقع أن يجبره الرئيس دونالد
ترامب على قبول وجود تركيا وقطر في قطاع
غزة وتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، في ما يبدو أنه خطة أمريكية لتحويل غزة إلى "هونغ كونغ" الشرق الأوسط.
ونشرت صحيفة "معاريف" مقالا لأفرايم غانور، النائب السابق لرئيس الساحة الفلسطينية في قسم التخطيط بجيش الاحتلال، والباحث في الشئون الأمنية، قال فيه: إنه بعد نحو أسبوع، من المقرر أن يصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى منتجع مارالاغو التابع لترامب في فلوريدا لعقد اجتماع شخصي احتفالي بمناسبة ليلة رأس السنة. لكن في الواقع، سيكون هذا الاجتماع حاسماً ومثيراً للجدل بالنسبة لمستقبل نتنياهو وحكومته".
وأضافت الصحيفة "يتصدر أجندة ترامب الانتقال الفوري إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، والتي ستشهد وصول قوة استقرار دولية إلى القطاع، تتولى، عبر حكومة تكنوقراطية لم تتضح ملامحها بعد، إدارة شؤون مليوني غزة وسط الدمار. وحتى الآن، تواصلت الولايات المتحدة مع أكثر من 70 دولة لطلب مساعدات عسكرية ومالية لتنفيذ الحل في غزة، ولم تُبدِ سوى 20 دولة اهتمامًا بهذا الأمر.
معظم هذه الدول مستعدة لتقديم المساعدة المالية، لكنها تتجنب إرسال قوات عسكرية".
وقالت "يبدو الآن أن ترامب يدرك تماماً التراجع الكبير في شعبيته، ويرى في قطاع غزة والشرق الأوسط عموماً ركيزةً أساسيةً في جهوده لتعزيز مكانته. لذا، سيبذل قصارى جهده في الاجتماع مع نتنياهو بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، حتى لو لم يُدفن ران غويلي ، المختطف الأخير ، في إسرائيل بحلول ذلك الوقت".
اظهار أخبار متعلقة
وذكرت "يهدف مشروع "شروق الشمس" الضخم، الذي تزيد تكلفته عن 100 مليار دولار، والذي عرضته إدارة ترامب في نهاية الأسبوع الماضي على مستثمرين من جميع أنحاء العالم، إلى تحويل قطاع غزة إلى "هونغ كونغ"، وتبدو الفكرة خيالية وغير قابلة للتصديق في ظل الواقع الحالي، ويمكن القول إن القطاع لن يعود كما كان. في هذا السياق، تبرز تساؤلات جوهرية: من سيسيطر فعلياً على القطاع، وماذا سيحدث لحماس هناك؟".
وأضافت "من الواضح أن إسرائيل لن تتمكن من التحرك في غزة ضد أي تهديد كما تفعل في لبنان، في ظل وجود قوة دولية هناك وتعرض أفرادها لخطر الأذى جراء العملية. سيسمح هذا الواقع لحماس بالبقاء ومواصلة سيطرتها الفعلية على غزة، بينما سيُعتبر انتصار نتنياهو الكامل فشلاً ذريعاً. إن معارضة الحكومة لوقف الحرب مقابل عودة جميع الرهائن والسماح للسلطة الفلسطينية بإدارة شؤون القطاع بمساعدة أمريكية مصرية أردنية، هي التي أدت إلى التدخل الأمريكي في قطاع غزة، وهو تدخل لا يتعارض مع مصالح الحكومة".
وأوضحت "من المتوقع الآن أن يمارس ترامب ضغوطاً هائلة على نتنياهو، لإجباره على قبول وجود تركيا وقطر في قطاع غزة، وتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، الذي سيصبّ بوضوح في مصلحة حماس. هذا الوضع سيجعل من الصعب على بن غفير وسموتريتش البقاء في الحكومة، وتقبّل حقيقة أن النصر العسكري سيتحول إلى فشل سياسي ذريع".
وختمت بالقول "إذا أضفنا إلى مشاكل هذه الحكومة عدم قدرتها على تمرير قانون التجنيد الجديد الذي وضعه بوعز بيسموث، والذي من شأنه أن يمنع الحريديم من التصويت لصالح ميزانية الدولة، فإن الصورة الناتجة هي صورة حكومة يمينية تبدأ السنة المدنية الجديدة بداية خاطئة".