مدونات

غزة.. امتحاني الأزليّ

"كيف أظلّ صامتة أمام طفلةٍ تُنادي تحت الركام؟"- إكس
كانت،

ولا تزال،

وستبقى غزة..

نشيدا مبحوحا في الحلق العربي،

قصيدة معلّقة على جدران الأفئدة النابضة بإيمان لعدالة القضية،

حكاية تكتبها حجارة الأزقّة ودموع الثكالى..

هناك،

حيث يُعتقل الأملُ في مهدِه،

وتُؤسر الحكاياتُ قبل أن تُروى،

وتُهدم بيوت كانت تضم دفئا وسلاما،

ويُسرَق ما تبقّى من عرق الفلسطينيّين..

هناك،

حيث الحصار يلفّ غزةَ كحبلِ من حديد،

حيث الأقصى يُقتَحَم في صمتٍ مخزٍ،

وتُطمَس الأحياءُ حجرا، اسما، جسدا..

وتبقى الفكرة راسخة في الأذهان..

وأنا،

كمسلمة.. عربية..

تحملني جذورٌ مغربيّة،

وأحملُ وجعَهم منذ سنوات، كما لو كان قلبي يضخ دما فلسطينيا

يمتحنني هذا المشهدُ كل يوم:

كيف أظلّ صامتة أمام طفلةٍ تُنادي تحت الركام؟

كيف أغضّ البصر عن أمٍّ تلفُّ جسد صغيرها دون رأس، بجُرحٍ ودمعة؟

ثم جاءت السفينة..

صغيرةٌ كأحلامِ المحاصَرين،

عظيمةٌ كإرادةِ المقاومين..

على متنها،

اثنا عشر ضميرا،

من بلادٍ مختلفة،

من دياناتٍ مختلفة،

لكنّهم جميعا بشر..

يهزهم نبضٌ واحدٌ نحو غزة، نبض التحرر من وهم "معاداة السامية"

كانت أصغرهم،

فتاة في ريعان الصِبا

قرّرت أن تموت، لا بطلة..

بل إنسانة لا تحتملُ أن يبقى الخبزُ بعيدا عن فمِ الصغار الجائعين..

مئةُ كيلوغرامٍ من الدقيق،

ليكون وطنا في صحن عزيز،

ليكون حجة على من يكتفي بمشاهدة امرأة وطفل وعجوز محاصَرِين بدبّابة!

ورسالتهم إلى الغزيين داخل غزة،

إن الجوع جوع الكرامة، والوَهن وَهَن الذل والخضوع لأذيال الاحتلال!

فاثبتوا أنتم الحقيقة وسط زيف هذا العالم المنافق..